Duration 1:6

حديث هو لك يا عبد بن زمعة من أجل أنه ولد على فراش أبيه | صحيح البخاري US

Published 1 Mar 2023

حدثنا ‌أبو اليمان: أخبرنا ‌شعيب، عن ‌الزهري قال: حدثني ‌عروة بن الزبير: أن ‌عائشة رضي الله عنها قالت: «إن عتبة بن أبي وقاص، عهد إلى أخيه سعد بن أبي وقاص: أن يقبض إليه ابن وليدة زمعة، قال عتبة: إنه ابني، فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم زمن الفتح، أخذ سعد ابن وليدة زمعة، فأقبل به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأقبل معه بعبد بن زمعة، فقال سعد: يا رسول الله، هذا ابن أخي، عهد إلي أنه ابنه، فقال عبد بن زمعة: يا رسول الله، هذا أخي، ابن وليدة زمعة، ولد على فراشه، فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ابن وليدة زمعة، فإذا هو أشبه الناس به، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هو لك يا عبد بن زمعة، من أجل أنه ولد على فراش أبيه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: احتجبي منه يا سودة بنت زمعة، مما رأى من شبهه بعتبة، وكانت سودة زوج النبي صلى الله عليه وسلم.» الشرح كانت عادة الجاهلية إلحاق النسب بالزنى، وكانوا يستأجرون الإماء للزنى، فمن اعترفت الأم بأنه له ألحقوه به، فجاء الإسلام بإبطال ذلك وبإلحاق الولد بالفراش الشرعي. وفي هذا الحديث تروي أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أن عتبة بن أبي وقاص -والأشهر أنه مات كافرا- أوصى إلى أخيه سعد بن أبي وقاص أنه وقع وعاشر جارية زمعة بن قيس، وهو والد سودة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، والوليدة: الجارية والأمة المملوكة، وأن ابنها -عبد الرحمن بن زمعة- هو ابنه، فأوصى أخاه سعدا أن يضمه إليه ويرعاه، فلما كان عام فتح مكة سنة ثمان من الهجرة، أخذ سعد بن أبي وقاص الولد، وقال: هو ابن أخي عتبة، قد عهد إلي فيه أن أستلحقه به، فقام عبد بن زمعة فقال: هو أخي، وابن وليدة أبي، وولد على فراشه، فلما تخاصم عبد بن زمعة وسعد بن أبي وقاص، وقام سعد بما عهد إليه أخوه عتبة من سيرة الجاهلية، ولم يعلم سعد بطلان ذلك في الإسلام، ولم يكن حصل إلحاقه في الجاهلية؛ إما لعدم الدعوى، وإما لكون الأم لم تعترف به لعتبة، فتدافعا بعد تخاصمهما وتنازعهما في الولد، وذهبا إلى النبي صلى الله عليه وسلم وحكيا إليه، فقال صلى الله عليه وسلم: الولد لك يا عبد بن زمعة، فالولد تابع لصاحب الفراش، زوجا أو سيدا، وللزاني الحجر، وهو كناية عن الخيبة والخسران أو الرجم، وأنه لا حق للزاني في الولد، وأمر النبي صلى الله عليه وسلم زوجته سودة بنت زمعة أن تمتنع من ابن زمعة المتنازع فيه، فلا يراها ولا تراه، فأمرها به ندبا واحتياطا؛ لأنه في ظاهر الشرع أخوها؛ لأنه ألحق بأبيها، لكن لما رأى الشبه البين بعتبة بن أبي وقاص خشي أن يكون من مائه، فيكون أجنبيا منها، فأمرها بالاحتجاب منه؛ احتياطا، فما رآها حتى لقي الله عز وجل ومات. وفي الحديث: أن الأحكام تجري على الظاهر الثابت. وفيه: الأخذ بالاحتياط عند وقوع الشبهات.

Category

Show more

Comments - 0